كيس فارغ تحمله الرياح
مرحبا
نقريك السلام نحن الأرواح التي تسكن جسد واحد
كيف أصبحتي؟ أو كيف أمسيتي، لا يهم
تضبط السماء الونها على إغلاق عينيك
انا في حالة دائمة من اللا الانتماء
لا وطن لي ولا شجر
لا تتبع جذوري ماء
ولا ألتف لشمس أو قمر
أنا أنا
بين العدم واللا عدم
هائم
كمطر الصيف الكاذب والغيم البعيد الهارب
كيس فارغ تحمله الرياح
من هنا وإلى هناك،
جريدة الأمس المرمية
القهوة المنسية
بعيدًا
بين الوجود واللاوجود
نحن كثر، مختبئين في هذا الفارع
الفارغ
المنافق
يخرجنا من داخله بخفة،
كأرنب ساحر من قبعة
يرتدينا كأقنعة
يبدل بين الأقنعة
لا يكشفه أحد
سوى نحن
ولا أحد
حتى هو
قامته طويلة مثل قائمة الأغاني، المعادة
الدروب الطويلة، التي لا تنتهي
الظل المخيف الممتد على الحائط، الرياح التي تعبر من خلاله
فنرتجف
يشبه التغيير الطفيف الذي لا يلحظه أحد،
أمام مرئ الجميع
ولا حتى هو
لا يلحظه، متعمدًا
مرحبا، مرحبا، مرحبا
يتردد الصدى، والصوت لا يصل
لأبعد مدى، لا يكل لا يمل
رقبته طويلة،
رأسه بعيدة
تعاني الكلمات حتى تخرج منها، تتسلق،
فيبتلعها
تلتهم كلماته ابتسامه
مرحبا، مرحبا، مرحبا
دولابه مليء بالأقنعة والضحكات الزائفة
يرتدي
هل يهتدي
لا يهتدي
لا وطن له ولا شجر
لا حيوان أليف يتبعه
ولا سقف يسعفه
يتظلل بالسماء، لاهثًا، باحثًا عن كل شيء واللاشيء، عن نفسه، بضعه أو كلّه
يظل حتى المساء، حتى يلتحم ظله الطويل في الليل، في السكون بعض من جنون
فيضيع ويختفي
ويختفي
تعليقات