صديقي طويل جدًا !
كان صديقي طويل القامة جدًا و أكتافه عريضة؛
كي يتحمّل رؤوس جميع أصدقائه.
كان صديقي طويل القامة جدًا ، فرأسه بعيد على أن يتكأ على كتف أحد .
...
كان لطيفٌ جدًا، لا يوحي وجهه بتلك العواصف التي تهيم بين فراغات رأسه، فعلى رغم مظهر صديقي المتكامل، لا أحدسواه يشعر بألم حذاءه.
...
كان صديقي مبتهج، مثل شيءٍ قُدِّر لهُ أن يبقى مضيئًا للأبد ( مجبرًا ) ، كان يتجاوز بؤس العالم بكوب قهوة و زواية مقهى بعيدة و الكثير الكثير من العمل
كان صديقي رحلة طويلة، بلا وجهة
و قائمة أغاني لا تنتهي
كان ينساب من الأسئلة مثل النسيم البارد الذي يتخلل الأصابع من نافذة السيارة
لا تستطيع إحكام قبضتك عليه
يملك صديقي العشرات من الأيدي
كان بمقدوره أن يطبطب على قلوب الجميع معًا!
لا يعلم أحد أن يقع قلب صديقي تحديدًا
صديقي الطويل كان لا يبدو عليه التآكل من الداخل كان يتخطى ما استعصى عليه الحديث عنه، بصمت و إبتسامةعريضة.
كانت إبتسامة صديقي مرحه، فقد كان يبتسم حتى لا تكادُ أن تُرى عيناه ... لا زلت لا أعلم ما الذي يتحاشى رؤيته !
...
إعتاد صديقي أن يخبر الجميع بما يودون سماعه
ولكن صديقي طويل جدًا فأذنه البعيدة لا تستطيع سماع أحد حينما يخبره بأن كل شي سيكون على ما يرام
أصواتهم لا تصل ، فأذنه بعيده
صديقي الصامد جدًا، هشّ جدًا
صديقي الصامت جدًا، ثائرٌ جدًا
--
تعليقات