طاولة و كرسي ، كرسي و طاولة
مرحبًا معشر القراء و المفكّرين،
ارسل لكم هذة القصة القصيرة الغريبة ، أنا طاولة هشّة و هي كرسي من الحديد الصلب، انا منقوش عليّ بزخرفة الاجداد، و هي كسرت القالب .
أطوالنا مختلفة نحن نكمّل بعض .لكن ظهره منحني، من يكون بيننا . نتشابه في اختلافاتنا
أنا طاولة هشّة أرتجف عند كل لمسة، وهي كرسي من الحديد الصلب لا يهتز أمام الرياح. أنا أحمل ما يوضع فوقي بصبر، وهي تحمل من يجلس عليها بثبات. أنا أعيش ، وهي تعيش.
رغم اختلاف مادّتنا، إلّا أنّنا في فراغ الغرفة نبدو كجسدٍ واحد. كلانا صامت، لكن بيننا حوار خفيّ: حين تقتربون منّي تجلسون عليها، وحين تتركونها تلمسونني. هي شاهدة على ظهوري، وأنا شاهد على صلابتها.
لكن بيننا سرٌّ يجهله الجميع: أنا أخاف أن ينكسر خشبي، وهي تخاف أن يصدأ حديدها. كلٌّ منّا يخبّئ هشاشته خلف ما يبدو من قوّة.
وهكذا، في تناقضٍ عجيب، نحن نكمل النقص في بعضنا، ونشبه بعضنا في اختلافاتنا.
ربّما هذا ما يجعل قصّتنا ليست عن طاولة وكرسي فقط… بل عن كل اثنين يظنّان أنّهما ضدّان، فإذا بهما وجهان لروح واحدة.
قد نظن أننا مختلفان، لكن مصيرنا واحد. كلانا ينتظر النهاية بصمتٍ خانق.
ما أشبهنا بالإنسان الذي يخدع نفسه بالخلود، وهو يعلم في أعماقه أنّ موته مكتوب منذ اللحظة الأولى.
هكذا، نحن لسنا سوى شاهدين على عبث الوجود: طاولة هشّة وكرسيّ صلب، يجلس فوقنا الناس ويضحكون، غير مدركين أنّنا نحن المرآة الحقيقية لهم… وأنّ قدرنا هو ذات قدرهم: الانكسار، الانطفاء، والعدم
تعليقات